الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث سليانة: العثور على جثة مروى مذبوحة بيــن القبــور فــي قعفــور

نشر في  14 ماي 2014  (12:07)

 بينما مازال أهالي سليانة يعيشون تحت وقع الجريمة الغامضة التي أودت بحياة محمد القاسمي، أفاقوا على جريمة لا تقل بشاعة وتتمثل في العثور على جثة فتاة ملقاة بمقبرة قعفور، واللافت للنظر هو أن الضحيتين من الحيّ نفسه، أي من حيّ الصلاح الكائن غرب قعفور.. ولمعرفة ملابسات مقتل مروی، انتقلنا الى منزل قريب لها، حيث تمكنا من جمع المعلومات التالية..
الضحية تدعى مروى التيتوحي وعمرها 17 سنة وهي أصيلة أحد أرياف سليانة وتقطن بمنزل عمّها بحكم عملها وسط المدينة وتحديدا بورشة خياطة.. في صبيحة يوم الواقعة، يوم 10 أفريل الماضي نهضت باكرا وقصدت الحمام صحبة قريبة لها واثر الاستحمام عادتا الى المنزل ثم سرعان ما غادرته وما كان ليخطر ببال أحد أن تتعرّض إلى مكروه.. حلّ المساء والفتاة لم تعد بعد ممّا كان كفيلا بإثارة إنشغال أقاربها وحيرتهم ناهيك أنّها لم تتصل لطمأنتهم.. هاتفوها في أكثر من مناسبة لكن لا مجيب.. ومع تصاعد وتيرة الحيرة والقلق، كان لا بدّ من الاتصال بمنزل والديها فقد تكون تحوّلت إليه ولكن الصدمة كانت كبيرة حين علموا أنها لم تنتقل إليه.. وهكذا لم يجدوا بدّا من الاتصال بمركز الشرطة فالفتاة قاصر وكلّ شيء محتمل.. ومن هنا انطلقت الابحاث والتحريات وفي حدود الساعة الثامنة مساء علموا أنه تمّ العثور على مروى مذبوحة بمقبرة قعفور والدماء تكسو جثّتها فتعالى العويل والصّياح بمنزل عمّها فالضحيّة في عمر الزّهور وليست لها علاقات مريبة.. وبسرعة تناقلت الألسن الفاجعة وتعاطفا مع أهل الضحية انطلق التدفق على منزل عمّها لمؤازرتهم وتخفيف وطأة المصيبة عنهم.. ولعلّ ما ضاعف وقع الصدمة، العثور على شاب مقتول بالحيّ نفسه قبل خمسة أيام وهو مؤشر كاف لإمكانيّة وجود رابط بين الجريمتين.
 وحسب المعلومات التي استقيناها فإن مروى وجدوها في المقبرة والى جانبها حقيبتها اليدوية أي أنّه تمّ استدراجها إلى هناك وقد تمّت معاينة جثة الهالكة قبل أن تأذن النيابة العمومية بنقل الجثة الى المستشفى المحلي بقعفور وإيداعها ببيت الاموات في انتظار ان تنقل الى المستشفى الجهوي بالقصرين لعرضها على التشريح بما قد يساعد على معرفة الاسباب الحقيقية لمقتلها وهو ما سيرد في تقرير الطب الشرعي.
وتتواصل التحريات والأبحاث والاستقصاء من أجل العثور على ما يؤدّي إلى اكتشاف الجاني أو الجناة وإن كان هناك خيط رابط بين الجريمتين المذكورتين.. وقد أوكل البحث في هذه الجريمة النكراء للفرقة العدلية بسليانة التي تجنّدت بكل ثقلها لإماطة اللثام عن المجرمين والقبض عليهم في أقرب وقت ممكن بما من شأنه أن يعيد الطمأنينة الى نفوس الاهالي الذين استبدت بهم الحيرة بما أن القتل ليس عاديا، فهل يكون من فعل شخص مريض نفسانيا، هذا ما ستكشفه الايام القادمة.


عبد القادر الدريدي